تتميز جميع المجتمعات البشرية بأن لديها
معتقدات طبية تقدم تفسيرات لظواهر مثل الولادة والموت والمرض. وعلى مر التاريخ، ظل المرض يُعزى إلى أسباب متعلقة بـالسحر أو الشياطين أو تأثير النجوم أو إرادة الآلهة. ولا تزال هذه الأفكار تحتفظ بجزء من تأثيرها حيث لا تزال تستخدم الرقية
وقصد المزارات في بعض الأماكن، رغم أن رواج الطب العلمي على مدار الألف عام
الماضية غيّر أو حل محل التصوف في معظم الأحيان.
وكان لدى المصريين القدماء نظام طبي على درجة عالية من التقدم في حينها أثر في
العلوم الطبية اللاحقة. وابتكر كل من المصريين والبابليين مفاهيم التشخيص والتكهن والفحص السريري. ولا يزال الأطباء إلى يومنا هذا ملتزمين بـقسم أبقراط
الطبي الذي كتب في اليونان
في القرن الخامس قبل الميلاد. وفي القرون الوسطى، تحسنت الممارسات الجراحية
الموروثة عن أساتذتهم القدامى ثم نظّمت وفق منهجية وضعها روجيرز في كتابه ممارسة
الجراحة (The Practice of
Surgery). وفي أثناء
عصر النهضة، تحسن فهم علم التشريح وكان لاختراع المجهر الفضل في تبلور نظرية
جرثومية المرض فيما بعد.
وكانت لهذه التطورات إلى جانب تطورات الكيمياء وعلم الوراثة وتكنولوجيا المختبرات
(مثل الأشعة السينية) الفضل في نشأة الطب الحديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق